أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : يوم بدر .. دروس وعبر ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : يوم بدر .. دروس وعبر ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 18 رمضان 1442هـ ، الموافق 30 أبريل 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 أبريل 2021م بصيغة word : بعنوان يوم بدر .. دروس وعبر ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 أبريل 2021م بصيغة pdf : بعنوان يوم بدر .. دروس وعبر ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 30 ابريل 2021م بعنوان :  يوم بدر .. دروس وعبر ، للدكتور محمد حرز:

 

أولًا: مقدمة لابد منها .    

 ثانيًا: بطولات تحتاج إلى وقفات.

 ثالثًا: عبر وعظات من غزوة بدر . 

رابعًا : وأقبلت العشر الأواخر.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 30 ابريل 2021م كما يلي:

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : غزوة بدر دروس وعبر د. محمد حرز ، بتاريخ: 18 رمضان 1442هــ – 30 أبريل 2021م

 

الحمد لله الذي أعز المسلمين يوم بدر بعد أن كانوا أذلة , وجعل يوم بدر فرقانًا  بين الحق والباطل والكفر والإيمان (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (آل عمران : 123 ) ، (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) (الأنفال : 8) . وأشهد أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه, وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في صحيح البخاري: “جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تعدُّون أهلَ بدر فيكم؟ قال: ((من أفضل المسلمين)) قال: وكذلك مَن شهد بدرًا من الملائكة، لأن  اللهَ اطَّلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم؛ فقد غفرت لكم(فاللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي المختار ,وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين .

أما بعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى العزيز الغفار  { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (سورة  أل عمران:102)   ثم أما بعد:  (غزوة بدر دروس وعبر ) عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا .

عناصر اللقاء:

أولًا: مقدمة لابد منها .

 ثانيًا: بطولات تحتاج إلى وقفات.

ثالثًا: عبر وعظات من غزوة بدر .

 رابعًا : وأقبلت العشر الأواخر.

أيها السادة :بداية ما أحوجنا إلى أن يكون حديثنا  عن غزوة بدر دروس وعبر, وخاصة في رمضان للسنة الثانية للهجرة في السابع عشرَ من هذا الشهر كانت أولُ غزوة في الإسلام . 

 

 أولًا: مقدمة لابد منها .

أيها السادة: سيرة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن تكون ماضيًا أبدًا، أو لمجرد القصة أو التسلية، أو كان ياما، كان  في سالف الأيام على عهد النبي المختار , وكأننا لسنا مطالبين بأن نعيش هذه السيرة وأن نحولها في حياتنا إلى منهج حياة ,وإلى واقع يتحرك في دنيا الناس , وإلى شعلة توقد شموس الحياة ، ودماءٍ تتدفق في عروق الأجيال والمستقبل, فلا حاضر لأمة تجهل ماضيها ,ولا مستقبل لأمة تنسى فضائلها؛ لذا حاول الأعداء بكل السبل أن يحولوا بين الأمة وماضيها المشرق المجيد ,حتى لا تستمد الأمة من هذا الماضي نورًا يضيء لها الطريق لتعود الأمة من جديد  إلى كرامتها وعزتها ومكانتها .

ففي غزوة بدر أيها السادة تحولت فيها الأمةُ من الضعف إلى القوة ,ومن الذل إلى العزة , ومن رعاة للإبل إلى زعماء وقادة للبشر , وارتفعت فيها رايات المسلمين عالية خفاقة, غزوة  غيَّرت مجرى التاريخِ، غزوة أَرْستْ دعائمَ الأمن والاستقرار فِي الأمة الإسلامية , وما مِنْ معركة من المعارك، ولا من غزوة من الغزوات خاضها المسلمون في هذا الشهر المبارك، إلا ونصرهم الله على أعدائهم، ولم تأت هذه الانتصارات إلا بعد أن تمسكوا بشرع ربهم القويم، وبكتابه الحكيم، وبسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

أيها السادة :كانت غزوة بدر الكبرى بقيادة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكانت أولُ غزوة في الإسلام سميت بغزوة الفرقان التي فرقت بين الكفر والإيمان بين الحق والباطل والنصر في البداية والنهاية من الله عزَّ وجل والقلة والكثرة لا علاقة لها بالنصر، فالنصر من عند الله تعالى العزيز الحكيم قال ربنا :﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ (آل عمران: 126) قال جل وعلا( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ…. وأنتم ماذا؟ {وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123] . (يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ)(الأنفال:41) فالتقى جيشُ التوحيد بقيادة محمد -صلى الله عليه وسلم-,وجبريل ومن معه من الملائكة المؤيدين، مع جيش الكفر والشرك بقيادة إبليس وأبي جهل, التقوا هناك حيثُ وقعت أحداثُ غزوة بدرٍ، فلقد تغير المسلمون تمامًا بعد موقعة بدر، فبعد بدر أصبحت للمسلمين دولة، أصبحت لهم شوكة قوية ومكانة رفيعة ووضع مستقر؛ انتقل المسلمون إلى مرحلة جديدة، العالم كله سمع عن هذه الدولة المشركون انهزموا، واليهود رعبوا، والمنافقون ظهروا وسجل التاريخ ملحمة من أعظم الملامح وبطولات من أشرف البطولات على مر التاريخ والأجيال وكانت نصرًا مؤزرًا.

ثانيًا: بطولات تحتاج إلى وقفات.                                                                                                                                    

أيها السادة : منذ أن أعلن القائد الأعلى للقوات المسلمة عن حي على الجهاد حي على الفلاح إلا وضحى الصحابة الأخيار بأرواحهم ودمائهم لإعلاء كلمة لا إله الا الله فهذا وهذا البطل – عمير بن الحمام – يقف النبي صلى الله عليه وسلم على أرض المعركة في بدر ليرفع النبي صلى الله عليه وسلم هذا التقرير الكبير : ( أيها الناس قوموا لجنة عرضها السموات والأرض )الله أكبر .. فسمع البطل عمير بن الحمام هذا الشاب العملاق سمع هذا النداء النبوي من القائد الأعلى بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم : (( أيها الناس قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض )) فقال عمير : يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض ، قال : نعم ، قال عمير بخ بخ ‍‍ يا رسول الله ، قال : يا عمير مل يحملك على قولك: بخ بخ ..  قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها .    فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( أنت من أهلها ))قال : فأخرج تمرات من قَرَنِه ِ أي جعبته., فجعل يأكل منهن ، ثم قال : لئن حييت حتى آكل تمراتي هذه ، إنها لحياةٌ طويلةٌ ، فرمى بما كان معه من التمر ، ثم قاتل حتى قتل فكان أول قتيل في المعركة  )رواه مسلم وهو يقول:
ركضًا إلى الله بغيـر زادِ إلا التُّقى وعَمَلُُ المَعَاِد     والصبرُ في الله على الجهاد                                                       وكلُّ زادٍ عُرضَةُ النفادِ                         غيرُ التُّقى والبرِّ والرشاد                                                                  وهذا عمير بن أبي وقاص شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره، تقدم وهو في هذه السن الصغيرة؛ ليجاهد مع المجاهدين في بدر، لكنه كان خائفًا.من أيِّ شيء كان خائفًا؟ هل يخاف أن يموت؟ لا، بل يخاف ألا يموت. يخاف أن يرده الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ما زال صغيرًا.أخذ يتوارى بين القوم حتى لا يراه الرسول الكريم فيرده.رآه أخوه المجاهد العظيم سعد بن أبي وقاص.فقال له: ما يحملك على هذا؟ قال: أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني ويردني، وأنا أحب الخروج؛ لعل الله أن يرزقني الشهادة.رآه النبي صلى الله عليه وسلم  ، فأشفق عليه من القتال، وردَّه فبكى عمير؛ فرقَّ له رسول الله، وسمح له بالجهاد و استشهد، دخل الجنة.الله أكبر وصدق فيهم قول الله:( مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ) (الأحزاب: 23)

ثالثًا: عبر وعظات من غزوة بدر                                                                                                                   

أيها السادة :غزوة بدر مليئة بالعظات والعبر منها على سبيل المثال لا الحصر:

منها :الصبر مفتاح الفرج وإن مع العسر يسرًا، وأن عاقبةَ الصبر خيرٌ (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ) [النحل: 127]، صبر حبيب الرحمن  ورسول الله فأقر الله عينه، ونصر الله حزبه، )بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا) [آل عمران: 125]، فإن وجدت عبدًا من عباد الله قد صُبَّت عليه المحن والبلايا من الله، ونصب وجهه صابرًا لله، فبشره بحسن العاقبة والمآل من الله جل وعلا.

وهذه أم حارثة بن سراقة استشهد ابنها حارثة في بدر، شاب صغير مات مقتولاً في مثل هذا الموقف، تطيش عقول، وتضطرب أفئدة، ويتزلزل رجال ونساء.لكن أم حارثة جاءت تسأل عن شيءٍ محدَّد.يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تَرَ ما أصنع.أهمُّ أمرٍ بعد الموت: جنة أم نار؟ هذا هو المفروض أن يشغلنا.فقال لها رسول الله:” يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى الله أكبر! لماذا؟ لأنه مات صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر,استراحت أم حارثة، تقبلت أمر موت ابنها الشاب ببساطة وبصبر وباحتساب، بل بسعادة؛ لأن من يحب أحدًا يحب له الخير. ولا خير أحسن من الجنة.

ومنها :الشورى في الأمر فالشورى أساس تشريعي دائم قال ربنا في محكم التنزيل ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ (آل عمران: 159) والشورى خلق نبيل ، وصفة كريمة ، و صفة أساسية من صفات المؤمنين ،وقيمة أساسية في حياتهم الاجتماعية، فقد ذكرها الله تعالى واصفا بها المؤمنين ، ومادحا لهم بها ضمن صفات عديدة، حين قال سبحانه وتعالى: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ (الشورى: 38) .فمبدأ الشورى مبدأ عظيم من مبادئ الإسلام وخلق  من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في جميع حياته وخاصة في غزوة بدر لما سْتَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- النَّاسَ فِي الأُسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ. فقَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَقَالَ: َيا رَسُولَ اللَّهِ نَرَى أَنْ تَعْفُوَ عَنْهُمْ وَأَنْ تَقْبَلَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ عَفَا عَنْهُمْ وَقَبِلَ مِنْهُمُ الْفِدَاءَ فانزل اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ) الأنفال67.

ومن دروس غزوة بدر الوفاء بالوعد فالوفاء خلق من أخلاق الاسلام ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم وفيًا مع الأحباب والأصحاب  فحسب بل كان وفيًّا مع الأعداء انظر في غزوة بدر عندما أعطي حذيفة بن اليمان ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ ومن معه لأبي جهل العهد والوفاء , علي أن لا يقاتلوا مع النبي المختار  صلى الله عليه وسلم عندما سألهم ماذا  تريدون؟  قالوا المدينة. فقال لهم أبو جهل أتريدون أن تحاربوا مع محمد قالوا: لا , فتركهم علي هذا .فماذا قال النبي المختار  صلى الله عليه وسلم وهو في أشد الحاجة إليهم؟ قال المختار  نَفِي للمشركين بعهدهم ونستعين بالله عليهم… الله أكبر   فلقد كان النبي  صلى الله عليه وسلم سيد الأوفياء , ولمَ لا؟ وهو القائل كما في حديث عبادة بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ  وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) (رواه أحمد ) فما أحوجنا إلى الوفاء في زمن انعدم فيه الوفاء بين الولد ووالده , وبين الجار وجاره , وبين الرجل وزوجته , وبين التلميذ وأستاذه! ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ومن دورس الغزوة :حب الصحابة الأخيار لنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم روى ابن هشام وابن كثير وغيرهما: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح (سهم) يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو مُستَنْتِلٌ (متقدم) من الصف، فطعن في بطنه بالقدح، وقال: (استوِ يا سواد) فقال: يا رسول الله! أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني (مكِّنِّي من القصاص لنفسي) فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه فقال: (استقد) (أي: اقتص)، قال: فاعتنقه، فقبَّل بطنه، فقال: (ما حملك على هذا يا سواد؟) قال: يا رسول الله! حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقال له:(استو يا سواد)      

 بل انظروا يا شباب أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث عَبْد ِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ فِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَنَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، فَإِذَا أَنَا بِغُلَامَيْنِ مِنَ الْأَنْصَارِ حَدِيثَةٍ أَسْنَانُهُمَا ، تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ بَيْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا ، فَغَمَزَنِي أَحَدُهُمَا فَقَالَ يَا عَمِّ : هَلْ تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، مَا حَاجَتُكَ إِلَيْهِ يَا ابْنَ أَخِي ، قَالَ : أُخْبِرْتُ أَنَّهُ يَسُبُّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَئِنْ رَأَيْتُهُ لَا يُفَارِقُ سَوَادِي سَوَادَهُ ، حَتَّى يَمُوتَ الْأَعْجَلُ مِنَّا ، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ ، فَغَمَزَنِي الْآخَرُ فَقَالَ لِي مِثْلَهَا ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إِلَى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ فِي النَّاسِ ، قُلْتُ : أَلَا إِنَّ هَذَا صَاحِبُكُمَا الَّذِي سَأَلْتُمَانِي ، فَابْتَدَرَاهُ بِسَيْفَيْهِمَا فَضَرَبَاهُ حَتَّى قَتَلَاهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَاهُ ، فَقَالَ : ” أَيُّكُمَا قَتَلَهُ ؟ ” قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا : أَنَا قَتَلْتُهُ ، فَقَالَ : ” هَلْ مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا ؟ ” قَالَا : لَا ، فَنَظَرَ فِي السَّيْفَيْنِ ، فَقَالَ : ” كِلَاكُمَا قَتَلَهُ ، سَلَبُهُ لِمُعَاذِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ ” ، وَكَانَا مُعَاذَ بْنَ عَفْرَاءَ ، وَمُعَاذَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الجَمُوحِ ” تضحية وفداء من أجل رسول الله فحب النبي صلى الله عليه وسلم دين وإيمان وإحسان والحب بالاتباع وليس بالكلام يا سادة فلا تخالف أمر النبي r وتدعي أنك من أحبابه هذا كذب وافتري لماذا؟

من يدعي حب النبي ** ولم يفد من هديه  فسفاهة وهراء

فالحب أول شرطه وفروضه** أن كان صادقًا طاعة ووفاء

ومن أعظم دورس الغزوة : الولاء لله ورسوله والبراء من الشرك وأهله فلو كان الولاء للأرض ما ترك النبي مكة المكرمة، ولو كان للقبيلة ما قاتل قريشًا ولو كان للعائلة ما تبرأ من أبي لهب ولكنها العقيدة أغلى من التراب والدم ! وأغلى من كل ما نملك وأخوة الدين تقدم على أخوة النسب لمن كان كافرًا وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ لاَّ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ (المجادلة: 22) . فهذا هو عبد الرحمن بن أبي بكر بعدما أسلم ، يقول لأبيه أبي بكر رضي الله عنه: لو رأيتني وأنا أُعرِض عنك في بدر حتى لا أقتلَك، فقال أبو بكر: أما إني لو رأيتك وقتئذٍ لقتلتك. ويقابل أبو عبيدة رضي الله عنه أباه في المعركة فيقتلَه. ويمر مصعب بن عمير بعد نهاية المعركة ورجل من الأنصار يأسِرُ أخاه أبا عزيز، فيقول مصعب: شدَّ وثاقه فإن أمَّه ذاتُ مال، فيقول أخوه: أهذه وصاتك بي؟! فيقول مصعب: هو ـ أي: الأنصاري ـ أخي دونك .الله الله فرابطة الدين أيها السادة وعقيدة الولاء والبراء أعظم من كل العلاقات والقرابات والأنساب.

ومن  أهم الدروس التي نتعلمها من هذه الغزوة المباركة : الدعاء فالدعاء سلاح المؤمن الدعاء شأنه عظيم ونفعه للمسلمين عميم ,ومكانته عالية فما استجلبت النعم إلا بمثله ولا استدفعت النقم إلا بمثله وذلك لأنه يتضمن توحيد الله جل وعلا وأفراده بالعبادة عمن سواه وهذا رأس الأمر وأصل التوحيد فما أشد حاجة الناس إلي الدعاء , وكيف لا والدعاء هو العبادة كما قال رسولنا الكريم ^ كما في حديث  النعمان بن بشير – رضي الله عنهما – أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدعاء هو العبادة» ثم قرأ {وقال ربُّكمُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ ، إنَّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عن عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:الآية 60] )إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (الأنفال:9.لذا كان عمر بن الخطاب يقول : إنكم لا تنصرون بعتاد وعدد وإنما تنصرون من السماء ، فأنا لا أحمل هم الإجابة وإنما أحمل هم الدعاء فتضرعوا يا مسلمون إلى الله سبحانه بأن يزيل الغمة عن الأمة ويرفع البلاء  ؛ فإن الله عز وجل يقول: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ[ سورة  البقرة

قصدت باب الرجاء والناس قد رقدوا    *** وقمت أشكو إلى مولاي مـا أجـد
وقلت يـا أملـى في كـل نائبـة يا                  ***         من عليه لكشـف الضـر أعتمـد
أشكو إليـك أمـور أنـت تعلمهـا             ***       ما لي على حملها صبـر ولا جلـد
مــددت يدي بـالـذل مفـتـقـرا               ***           يـا خير مـن مـددت إليـه يــد
فـلا تردنـهـا يـا ربـى خائـبـة                       ***          فبحر جودك يروى كل مـن يـرد

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية

الحمد لله ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  ……………………  وبعد

رابعًا : وأقبلت العشر الأواخر.

أيها السادة: ها هي العشر الأواخر من رمضان قد أطلّت علينا وها هو ثلث الشهر الأخير قد بدأ، وهذا موسم المتسابقين، وسوق العابدين، وفرصة المجتهدين، هذه العشر التي كان نبيكم ﷺ يشد مئزره إذا دخلت، ويعتزل النساء للعبادة؛ وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وهذا فيه اهتمام بالأهل والأولاد، وليس أن يجتهد الأب، والبقية نائمون، وإنما هو اجتهاد واستنفار عام في البيت لهذا الحدث الكبير الذي وقع، وهو دخول هذه العشر، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) متفق عليه , وكان صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ من رمضان، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهَا، حَيْثُ كَانَ يَعْتَكِفُ فِيهَا وَيَتَحَرَّى لَيْلَةَ الْقَدْرِ قال ربنا 🙁 لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ القدر:3)) وقال صلى الله عليه وسلم:  ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) فحري بنا أن نجتهد في تحريها وأن نجّد في طلبها ، فهي والله الغنيمة الباردة فاز من ظفر بها وقبل، وحرم من ضيعها وفرط ، كما أخبر الصادق المصدوق حين قال :” فيه ليلة هي خير من الف شهر من حرم خيرها فقد حرم” .

 فالله الله في رمضان ونفحاته ,الله الله في رمضان ورحماته ,الله الله في مغفرة الذنوب, الله الله في العتق من النيران .فالبدار البدار أيها الأخيار قبل فوات الأوان , الندم الندم قبل الرحيل الاغتنام الاغتنام ما بقى من الشهر قبل الانتهاء فالاجتهاد الاجتهاد التوبة التوبة الإصلاح الإصلاح يا سادة فآه لنفس لا تندم على ما فاتها …آه على نفس لا تعقل أمرها ثم جهلت قدرها  …آه على نفس تضيع في المعاصي عمرها  إلى متى تعصين وعلى  الله تتجرئين .. آه لمفرط يخسر كل يوم ولا يربح ,ولمتخبط في ظلام نفسه والصباح قد أصبح.

يا ساهيا لاهيا عما يـراد بـه آن الرحيلُ ***وما قدّٓمْتٓ من زادِ

ترجُ البقاءٓ صحيحًا سالماً أبدا ***هيهاتٓ أنْتٓ غدًا مٓعْ مٓن غٓدا غادِ

واكثروا أيها الأخيار من الصلاة والسلام على نبي المختار تسعدوا في الدنيا والآخرة , وقوموا إلى صلاتكم يرحمنا ويرحمكم الرحمن .                                      كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

                                                            د/ محمد حرز                                                                        إمام بوزارة الأوقاف                                                                                                                   

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »